يا وطن البردي و الديوان

ياوطن الغربة والليل
ياوطن الهاون و الهيل
ياوطن القهوة والفنجان
يا وطن البردي و الديوان
أين رفاقي أين أحبائي.
كنت أعانقهم من أول خيط للفجر...
و أودعهم في منتصف الليل.
ما عدت أكابر ياوطني...
وكيف أكابر و أنا محكوم بالأعدام
والاعدام فنون في وطني..
و الاعدام له ألوان
منذ سنين صدرته المحكمة العليا..
منذ سنين وقعه الجلادون..
ممنوع أن أتكلم ممنوع أن أتخيل..
ممنوع أن أتذكر شيئا..
ممنوع أن أتنفس شيئا من وطني..
ممنوع أتذكر شيئا ....أو يتذكرني
ياويلا يسحق أمالي
ياويلا يسحق أحلامي
يا وطني ياحبي ياويلي
الدمعة تملأ آماقي
وأنا من بين رفاقي الباقي
وأنا لا زلت وحيدا..قرب قبورهم..
لا يعرفني أحد منهم...
لكني أعرفهم فردا..فردا
أهدي سور القرآن لهم..
تعرفني كل قبور الموتى لا تنكرني
وتسميني المقبرة الساقي..
وأرى بشرى غافية قرب الاجساد
يا وطني ياحبي يا فيض ودادي
وأرى بشرى وارى وطني و ارى أهلي
... نائمة في مقبرة الموت الهادي
ممنوع أن أتذكر لون عبائتها..
ممنوع حتى أن أتذكر خصلتها...
ممنوع ان اصعد نخلة بستاني
ممنوع ان ارجع شيئا من عمري
و ألاعب طفلة جيراني
فالحيطان لها آذان...
تراقبي وتسجل كل الاشياء
وتعطي للشرطة عنواني
......
المشرف العام
أبو سجاد المنصور